ادبیات5 نوفمبر 20243 دقائق

بين يقينٍ و تيه

بقلم زهرة مرسل

أبحث عن ومضات تسبق الأحداث، أتوهم أن الإدراك سيمنحني يقينًا وسط هذا التيه. لكن الحقيقة؟ لا أحد يسبق ما كُتب. نحن لا نملك سوى أن نمرّ بسلام في أطوار الضوء والظل.

الزمن يعبرني، وأنا خارجه. أراقبه من مسافة، كأنني شاهدة لا معنية، أتساءل: هل أنا التغيير الذي يحدث، أم أنني مرحلة أخرى من شيء لا اسم له؟ أستيقظ بشعور يتكسر ثم يعيد تشكيل نفسه دون استئذان. أتغير، أكاد لا ألحق بي. أتشظى إلى احتمالات لا نهائية، أراقب نفسي من بعيد. طيف غائم في مرآة مكسورة، تتداخل الملامح دون أن تكتمل. لستُ ثابتة بما يكفي لأكون، ولا زائلة بما يكفي لأُنسى.

أمضي، غارقة في عمق مجهول يحدق بي، يراوغني بسؤال لا أجرؤ على مواجهته: من سأكون؟ أراقب نفسي كما يراقب العابر ظلًّا يتبعه في صمت، ويعجز عن إيقافه.

اتجول في متاهة رسمتها بيدي ثم نسيت طريق الخلاص. كل خطوة هنا تأخذني إلى الفراغ ذاته. ثمة أزمنة تتقاطع في عقلي، كأني أزداد عمقًا دون أن أبلغ القرار!