ادبیات15 نوفمبر 20242 دقائق

زحام الصمت

بقلم زهرة مرسل

ثمة ما لا يُقال، ما يتكوم في الزوايا كأدخنة المواقد القديمة. ضجيج لا يُسمع، صامتٌ، متواطئ، ليس صراخًا، بل أشبه ما يكون بتنهدٍ طويل اختنق في منتصفه، فبقي معلقًا بين الرئة والوجدان.

كنت أعبر بثقة، كمن يعرف الطريق. لا تهيبني المسارات الملتوية، ولا التوقعات المعلّقة كالثريات الثقيلة في سقفٍ هشّ، ولا يؤذيني تأخر الوصول. أعرف أني أصل، دومًا أصل… ولكن ماذا أفعل بهذا الزحام الذي لا يشبهني؟

تقاليد تتكئ على جدار الصبر، واكتظاظُ نظراتٍ ترتلُ سرًا أمنية سقوط، كي لا تُكذب نبوءاتهم الصامتة. تتبعها أصوات مرِحة تزيحك إلى الأمام، ليست احتفاءً بخطوك، بل هلعًا من مرآك إن توقفت؛ ففي سكونك مرآة تعكس فراغًا يخشون اتساعه.