ادبیات5 نوفمبر 20243 دقائق

وزر غريب...

بقلم زهرة مرسل

يستوطنني شعور خانق، كأن الألم يحيك حولي نسيجًا خفيًا يتسلل إلى أعماقي، يلتف حول روحي كظل ثقيل لا ينجلي. كل زلة، كل انحراف، يُخيل إليّ أنه يخصني، كأني مسؤولة عن هذه التشوهات، عن الهفوات التي تتراكم في الزوايا المعتمة. وجعٌ يتجاوز إدراك الآخرين، لكنه يرسو داخلي، متجذرًا.

حين يتعثر الآخرون، أتعثر معهم، كأن جدرانهم المتهاوية تستند إلى كتفيّ، وكأن خللهم نقصٌ في تكويني ذاته. ينحني كياني تحت ثقل الخسارات التي لم أصنعها. هل يمكن للروح أن تكون هكذا مطلقة، تتلبس ما لا يخصها حتى تغدو امتدادًا له؟ أم أن هذا التداخل مصيدة اختلقناها بوهم القدرة على الإصلاح، فخًّا نصبناه لأنفسنا، بإيمان زائف أننا قادرون على الترميم، فيما الحياة تمضي بنا، غير عابئة. كيف نتحرر من هذا التورط الصامت؟

ثمة لحظة، تتلاشى فيها الحجب، وينكشف فيها السر المخبوء. ما نحمله ليس سوى انعكاس لما نريد أن نكون. نود أن نصدق أن لدينا القدرة على تغيير ما يتداعى، لكن الواقع عصيّ على أيدينا، يمضي بمعزل عن رغباتنا. ومع هذا الإدراك، أقف على حافة الألم والأمل، أسائل نفسي عن منفذ لا أراه، وأغرق في ذلك السر الغامض الذي يجعلني جزءًا من قصة لم أشارك في صياغتها.